منوعات

حسابات إيران فى ضرب إسرائيل!


اتجاه

** مع ما تستعد له إيران، لتوجيه ضربة عسكرية فى العمق الإسرائيلى، لا يمكن التكهن بما قد تنتهى إليه حالة التصعيد الخطيرة بين البلدين «العدوين»، والمخاوف من أن تقود إلى حرب إقليمية، إذا ما تجاوزت إيران قواعد الاشتباك، فى حقها بالرد على مغامرة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، باغتيال رئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية، وهو ضيف تنصيب الرئيس الإيرانى، مسعود بزشكيان، فى العاصمة «طهران»، ومع ما تمثله هذه المغامرة المتهورة، من انتهاك لسيادة الدولة الإيرانية، واستفزاز متعمد للمجتمع الدولى، غير أنها تسببت فى وضع مُحرِج، ليس للرئيس الجديد وحسب، لكن للمرشد على خامئنى، وكل مؤسسات السلطة هناك.
** ولأن الحادث كان مؤلماّ للإيرانيين، لذلك من الطبيعى أن يكون رد الفعل بنفس حجم الحدث، ووفق قواعد الاشتباك، العمق بالعمق والأهداف متماثلة، وبالقياس كان إلزام المرشد الأعلى للجيش الإيرانى، بتوجيه ضربة مباشرة لإسرائيل، وهو تحول نوعى واستراتيجى، فى الصراع الإيرانى- الإسرائيلى، يختلف عن هجمة «الوعد الصادق»، التى استهدفت فى شهر إبريل الماضى- قاعدتين عسكريتين فى صحراء النقب، رداّ على قصف الطيران الإسرائيلى، مبنى القنصلية الإيرانية فى العاصمة السورية «دمشق»، وأوقعت 7 مستشارين إيرانيين، وبالنتيجة كان رداّ محدوداّ، رغم الـ300 مسيرة وصاروخ، لكنه كان ضرورة من أعمال السيادة.
** الذى يتوجب فهمه، أن إيران مقيدة بحسابات معقدة، تفرض عليها ترشيد ودراسة أى تحركات عسكرية، فى صراعاتها المكتومة مع إسرائيل، ولعلنا لمسنا حساسية ردها على عملية «دمشق»، التى كانت محدودة الأهداف، لكنها حققت نصراّ استراتيجياً- وقتها- بالتفوق على الأنظمة الدفاعية للجيش الإسرائيلى، وأظن أن الحكام فى «طهران»، لن يتهوروا أو ينقلبوا على تلك القيود، على الرغم من العزم على السماح بضربة موجعة لأهداف عسكرية فى عمق إسرائيل، أولاّ..ثأراّ لمقتل «هنية»، وثانياّ..لتقليل حجم الحرج، الذى طال القيادات الإيرانية أمام العالم، وثالثاّ..حتى تبقى إسرائيل على معرفة، بحجم قوة الردع وجهوزية الجيش الإيرانى، قبل أن تدخل معه فى مواجهات محتملة.
** الذى يمنع إيران من الدخول فى حروب صريحة مع إسرائيل، اثنتان من أخطر القيود فى صراعاتها، سياسية كانت أو عسكرية، القيد الأهم والأكثر حساسية، وهو حرص إيران الوجودى، على تطوير برنامجها النووى، والعمل على القنبلة الذرية، التى تقلق «تل أبيب» ودول الغرب.. وثانى القيود، أن محيطها الإقليمى لا يظهر أى نوع من الدعم أو التعاون السياسى، على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن ثم تشعر بحصار واسع، تحت ضغوط تمارسها الإدارات الأمريكية، التى تبرر- فى المقابل- الانتهاكات الإسرائيلية، وتصنفها على أنها «حق الدفاع عن النفس»، وتحرك أساطيلها وقوافلها العسكرية، كلما تورطت إسرائيل فى حوادث، مثلما الحال فى إيران.. ولبنان.
** على مسار الأحداث، إن كانت إيران سترد وفقاّ لما تقتضيه مصالحها، هناك إسرائيل لا تتقيد بقوانين ولا بخطوط حمراء، فيما ترتكبه من مجازر، سواء فى غزة أو جنوب لبنان و فى سوريا، وفى إيران لا تتوقف عن توظيف العملاء، واغتيال القيادات العلمية والعسكرية، التى تعتقد أنها تعمل على تطوير البرامج النووية والصاروخية، وكان آخرها اغتيال الدكتور محسن فخرى زادة- أبوالبرنامج النووى الإيرانى- فى العام 2020 بالقرب من العاصمة «طهران»، وأخيراّ القائد العسكرى فى الحرس الثورى، محمد رضا زهدى، الذى قضى فى غارة «دمشق»..ولذلك يظل الصراع مفتوحاّ، بين إيران وأذرعتها «محور المقاومة»، وبين إسرائيل وحلفائها «الغرب».. ولكن من دون حسم.

‏[email protected]




اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading