لماذا أعدم قسطنطين الكبير ابنه وزوجته؟
اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
كان قسطنطين الكبير أحد أهم الشخصيات في الإمبراطورية البيزنطية والمسيحية، ومع ذلك هناك فصل مظلم في عهد الإمبراطور لا يستطيع المؤرخون فهمه، ويتفق المؤرخون على أن قسطنطين كان يقدر ابنه كريسبوس ويحبه وكانت علاقته بزوجته بفوستا جيدة للغاية، وهذا هو السبب الذي يجعل المؤرخين يجدون إعدام الاثنين أمر محيرًا.
في عام 326 م أمر قسطنطين بقتل ابنه البكر، تم إعدام كريسبوس في بولا (كرواتيا) بـ “السم البارد”، كما ورد في نصوص ذلك الوقت.
يزعم بعض المؤرخين أن النصوص تعني “برودة السم”، الحقيقة أن الشاب مات مسمومًا بسبب أوامر والده، بعد بضعة أشهر، تم إعدام فوستا أيضًا ربما في روما حبسوها في حمام ورفعوا درجة حرارته تدريجيًا حتى ماتت زوجة قسطنطين اختناقًا، وفقا لما ذكره موقع جريك ريبوت.
وأمر الإمبراطور بإزالة اسمي الرجلين اللذين تم إعدامهما من جميع السجلات، وعدم ذكرهما من قبل المؤرخين، ومحو ذكراهما إلى الأبد، ويجمع المؤرخون على أن الإعدامين كانا مرتبطين. ولكن لماذا أصدر قسطنطين مثل هذا الأمر؟
ويقدم المؤرخان زوسيموس في القرن السادس ويوحنا زوناراس في القرن الثاني عشر تفسيراً يعتبر التفسير الأكثر قبولاً على نطاق واسع لقرار الإمبراطور.
كانت فوستا تغار من كريسبوس لأنه كان الابن المفضل لزوجها، كانت تخشى أن يهمل قسطنطين الأبناء الذين أنجبهم منها من أجل كريسبوس، وللإيقاع به دعته إلى لقاء خاص واعترفت له بحبها المزعوم، واقترحت عليه الدخول في علاقة غير شرعية، لكن كريسبوس رفض.
ثم أخبرت فوستا قسطنطين أن ابنه يحبها وأجبرها على إقامة علاقة غير شرعية، وعندما رفضته، حاول كريسبوس اغتصابها، فغضب قسطنطين وأمر بإعدام ابنه، وبعد ذلك أدرك قسطنطين خطأه وحقق فيما قالته له زوجته، ووجد أنه غير صحيح وأمر بإعدامها أيضًا.
هذه الرواية هي الأكثر قبولاً ولكنها غير قابلة للتحقق تاريخياً لأن المؤرخين الذين استشهدوا بها لم يعيشوا في وقت الأحداث. وهناك أيضاً من يزعمون أن كريسبوس وفاوستا كان لهما علاقة غرامية بالفعل وأن كشفها أدى إلى إعدامهما.
كان قسطنطين يعتقد أن كريسبوس ارتكب جريمة خطيرة إلى الحد الذي دفعه إلى إصدار أمر بمحو اسمه من التاريخ، وإذا كان قسطنطين قد اكتشف فيما بعد خداع فوستا، فلماذا لم يقم بإعادة اسم ابنه إلى اسمه الأصلي؟
ولكن إذا كان الابن وزوجة أبيه على علاقة غرامية بالفعل، فلماذا لم يتم إعدام فوستا على الفور مع كريسبوس؟ والإجابة الافتراضية على هذا السؤال هي أن فوستا ربما كانت حاملاً وكانا ينتظران ولادتها قبل إعدامها.
ومع ذلك كان إعدام ابنه البكر وزوجته علامة فارقة في حياة قسطنطين، فقد كان إمبراطورًا قاسيًا يتصرف غالبًا باندفاع، ويدفعه غضبه إلى التصرف، وربما لن يتم توضيح الأسباب التي أدت على وجه التحديد إلى إعدام كريسبوس وفوستا تاريخيًا أبدًا.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.