السعودية وطاجيكستان توقعان اتفاقا لتعزيز التجارة غير النفطية
صرح بذلك وزير المالية محمد الجدعان عقب إقرار الميزانية.
وأوضح الجدعان أن موازنة 2025 تهدف إلى مواصلة الاستثمارات الاستراتيجية في المشاريع التنموية، بما يتماشى مع الاستراتيجيات والبرامج القطاعية في إطار رؤية السعودية 2030.
وافقت المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، على ميزانيتها العامة للدولة للعام المالي 2025، بإيرادات متوقعة تبلغ 1.18 تريليون ريال (315.73 مليار دولار)، ونفقات بقيمة 1.28 تريليون ريال، مما يؤدي إلى عجز قدره 101 مليار ريال.
وشدد الوزير على أن الحكومة تظل ملتزمة بالمشاريع التي تعزز الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة. وتشمل هذه تحسين بيئة الأعمال، وتعزيز الميزان التجاري، وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وقال الجدعان خلال مؤتمر صحفي حول الموازنة: “لقد حددنا أن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي حقق نمواً أكبر من عام 2015 إلى عام 2023”.
كما سلط الضوء على المساهمة المتزايدة للقطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وأشار الجدعان إلى أن “مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي ارتفعت من حوالي 47 في المائة في عام 2016 إلى حوالي 52 في المائة بنهاية النصف الأول من عام 2024″، مضيفا أن مثل هذا التحول كان “صعبا للغاية بالنسبة لنا” ويمكن تحقيق ذلك في غضون ست سنوات، إذ أن التحول الاقتصادي الهيكلي لا يحدث في سنة أو سنتين.
وأكد وزير المالية مجددا أن الحكومة مستمرة في إعطاء الأولوية لاحتياجات المواطنين الأساسية، مع التركيز على التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. “هناك نهج مستمر للتوسع المخطط له من قبل الحكومة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز جودة هذه الخدمات. ويركز هذا التوسع على تسريع الاستراتيجيات ذات التأثير الاقتصادي الكبير على الوظائف وفرص الأعمال واستدامة الاقتصاد السعودي.
كما أكد مجددا التزام الحكومة باستكمال المشاريع الجارية ودمج التكنولوجيا والبنية التحتية في النظام الاقتصادي الأوسع.
وأبدى الجدعان تفاؤله بالمؤشرات الاقتصادية للمملكة. وأشار إلى أن “المؤشرات الاقتصادية تدعو إلى التفاؤل، والناتج المحلي الإجمالي غير النفطي ساعد الناتج المحلي الإجمالي (الإجمالي) على مواصلة النمو”.
وأوضح الوزير أن العجز المتوقع في موازنة 2025 يتماشى مع إطار التخطيط المالي للحكومة، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تخطط لمواصلة عمليات التمويل المحلية والدولية لتغطية العجز والوفاء بالتزامات ديونها.
كما أشار إلى أن المملكة تركز على طرق التمويل البديلة لتعزيز النمو الاقتصادي، لا سيما من خلال الإنفاق الاستراتيجي على برامج رؤية 2030. وأوضح الجدعان أن “موازنة 2025 تهدف إلى الحفاظ على الوضع المالي للمملكة وتحقيق الاستدامة المالية من خلال الحفاظ على مستويات الدين العام التي يمكن التحكم فيها والاحتياطيات الحكومية الكبيرة”.
وأضاف: “مستويات الدين في المملكة العربية السعودية لا تزال أقل من مستوياتها في معظم دول مجموعة العشرين”.
وأكد الجدعان أنه من المتوقع أن تظل الاحتياطيات الحكومية مستقرة عند نحو 390 مليار ريال بنهاية عام 2025.
كما ناقش وزير المالية دور القطاعات المختلفة في دفع النمو الاقتصادي. “إن القطاع الصناعي مهم للغاية لعدة أسباب، أولها الأمن القومي. إن وجود قاعدة صناعية قوية يعني تقليل التعرض للمخاطر الخارجية.
وأكد كذلك أن الصادرات وخلق فرص العمل في القطاع الصناعي يعززان ميزان المدفوعات في البلاد ويدعمان الاقتصاد الأوسع.
وشدد الجدعان على أن السياحة قطاع رئيسي آخر يساهم في خلق فرص العمل والاستقرار الاقتصادي. “تعد السياحة، سواء في المملكة العربية السعودية أو على مستوى العالم، واحدة من أكبر القطاعات المساهمة في خلق فرص العمل في الاقتصاد. كما أنه من القطاعات الرئيسية التي تدعم ميزان المدفوعات بشكل كبير. وأشار إلى أن الاستثمارات تتجه نحو المشاريع والخدمات السياحية في جميع أنحاء المملكة.
كما تم التأكيد على قطاعات النقل والخدمات اللوجستية باعتبارها ضرورية للمستقبل الاقتصادي للمملكة. وأشار الجدعان إلى أن البنية التحتية اللوجستية القوية أمر بالغ الأهمية لنجاح القطاع الصناعي. وأضاف: “لقطاع النقل والخدمات اللوجستية أيضًا فوائد مباشرة، بما في ذلك إنشاء مراكز لوجستية تستفيد من الموقع المركزي للمملكة العربية السعودية، وتربط ثلاث قارات وتكون بمثابة مفترق طرق عالمي استراتيجي”.
وبالانتقال إلى قطاع الطاقة، أوضح الجدعان أن استراتيجية الطاقة في المملكة العربية السعودية تشمل أكثر بكثير من مجرد النفط. وأضاف: «عندما أتحدث عن قطاع الطاقة، فأنا لا أشير إلى النفط فقط. أنا أتحدث عن المفهوم الأوسع للطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والغاز وشبكات الغاز وتوصيلها إلى المناطق الصناعية في جميع أنحاء المملكة.
كما ناقش التقدم الذي أحرزه القطاع العسكري، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع أنجزت خطتها العشرية، ويجري تنفيذها بالفعل.
وأوضح الجدعان أن “القطاع العسكري شهد تقدما كبيرا مع استكمال وزارة الدفاع خطتها العشرية ويمضي القطاع العسكري الآن قدما في تنفيذها”.
وفي حديثه عن المشهد الاقتصادي العالمي الأوسع، أكد الجدعان أن المملكة تحافظ على استقرارها رغم التحديات الخارجية. وقال: “التضخم في المملكة تحت السيطرة رغم ارتفاعه عالمياً”.
وفيما يتعلق بالمالية العامة، أبرز وزير المالية دور شركة أرامكو السعودية في دعم الإيرادات الحكومية. “تتلقى المالية العامة في المملكة العربية السعودية مصادر رئيسية للإيرادات، يأتي أحدها من النفط من خلال شركة أرامكو. المصدر الأول يسمى “الإتاوات” وهو مفهوم راسخ بالمعايير الدولية. وفي المملكة العربية السعودية، تم تحديد معدل الإتاوة بنسبة 15 في المائة من مبيعات أرامكو النفطية. وأشار أيضًا إلى أن أرامكو مطالبة بتحويل 50 بالمائة من أرباحها للحكومة.
وتطرق الجدعان أيضا إلى الجهود الحكومية للسيطرة على أسعار الوقود، مشيرا إلى إنفاق المليارات لمنع ارتفاع الأسعار. “عندما أدرجت الحكومة السعودية أسهم أرامكو في السوق المالية، كان لها عدة أهداف، وقد تحققت جميعها. وقال إن هذه تشمل تعزيز الشفافية، وتسييل بعض هذه الأصول، واستخدام العائدات لدعم المبادرات الاقتصادية الجارية.
وأخيراً، عند مناقشة مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل نيوم، والقدية، وبوابة الدرعية، ومشروع البحر الأحمر، أكد الجدعان أن هذه المبادرات خصصت شركات لها ميزانياتها الخاصة. وأضاف: «هذه الشركات لها ميزانيات مخصصة من الصندوق السيادي، وليس من الخزانة العامة. إنهم ينفقون بناءً على هذه الميزانيات ويحاسبون وفقًا لذلك”.
وفي حديثه عن التضخم، أوضح الجدعان: “لا يوجد معدل تضخم مستهدف رسميًا في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، على المستوى العالمي، يعتبر معدل التضخم 2 أو 3 في المائة مقبولا.
وفي الختام، أكد الجدعان أن الاقتصاد السعودي لا يزال يسير على مسار إيجابي بفضل سياسات الحكومة الاستباقية والتخطيط طويل المدى، مما يضع المملكة في وضع يمكنها من التغلب على التحديات المحلية والعالمية بفعالية.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.